ملة، وكل موافق ومخالف في القبلة؛ فليكن عمله بها وفي الكناية ما يغني عن التصريح، وفيها رضي الله وبها أمر المسيح).
٣٧ - وصية بطريرك اليعاقبة:
ويقال في وصية بطرك اليعاقبة مثل ذلك إلا فيما ينبه عليه. ويسقط منه قولنا:
(واعلم بأنك في المدخل إلى شريعتك طريق إلى الباب) إذ كان لا يدين بطاعة الباب الذي هو رأس الملكانيين، وإنما هو رأس اليعاقبة نظيره للمالكيين؛ ويقال مكان هذه الكلمة:(واعلم بأنك في المدخل إلى شريعتك قسيم الباب، وأنتما سواء في الأتباع، ومتساويان فإنه لا يزداد مصراع على مصراع). ويسقط منه قولنا:(وليتجنب البحر وإياه من اقتحامه فإنه يغرق) وثانية هذه الكلمة إذ كان ملك اليعاقبة مغلغلا في الجنوب ولا بحر، ويبدل بقولنا: و (وليتجنب ما لعله ينوب، وليتوق ما يأتيه سرا من تلقاء الحبشة حتى إذا قدر فلا يشم أنفاس الجنوب، وليعلم أن تلك المادة وإن كثرت مقصرة، ولا يحفل بسؤدد السودان فإن الله جعل آية الليل مظلمة وآية النهار مبصرة) ثم يختم بالوصية بالتقوى كما تقدم، ونحو هذا والله سبحانه وتعالى أعلم.