بها، وهي ثلاث جهات: جهة إلى قوص ثم إلى أسوان، وجهة الإسكندرية، وجهة دمياط. ثم نذكر بعدها ما هو من مركز القلعة إلى الفرات - نهاية حد الممالك المحروسة من الشرق.
فأما ما هو إلى جهة قوص: فمن مركز القلعة إلى (الجيزة)؛ ثم منها إلى (زاوية أم حسين) وإلى (منية القائد) - وهي الآن المركز - ثم منها إلى (ونا)؛ ثم منها إلى (ببا)؛ ثم منها إلى (دهروط)؛ ثم منها إلى (أقلوسنا)؛ ثم منها إلى (منية ابن خصيب): وهي مدينة على ضفة النيل، ذات مرأى جميل، وبها مدارس وحمامات وسوق غير قليل، ويقال إن الخصيب أيام ولايته مصر عمرها وأنشأها لابنه وسماها باسم ابنه فعرفت به، وبها (ربع الكريمي) مطل الطاقات على النيل، يفصل بينهما ساحة متوسطة المساحة، يسرح فيها النظر؛ ثم منها إلى (الأشمونين): وهي إحدى مدن الصعيد، وبها مقر الولاية كما تقدم؛ ثم منها إلى (ذورة سربام)؛ وتعرف بذروة الشريف، نسبة إلى الشريف حصن الدين بن ثعلب، فإنها كانت دار مقامه، وبها قصوره ودوره، وكان قد خرج وملك الصعيد، وعجز عنه ملوك مصر، وأمن
أيام المعز أيبك ومن بعده فلم يظفر به، ثم خدعه الظاهر بيبرس ومناه العوض بالإسكندرية، فلما أناب، أعلق به الظفر والناب، وجهز إلى الإسكندرية ليتملكها فشنق على بابها. والذروة هذه على ضفة النيل وفوهة (بحر المنهى) وهو (البحر