لابنة العنب، وطاف به الساقي فأصبح منه في راحة وهو في تعب؛ قهقه عليه الإبريق فصدح، وطار منه شرار المدام فقيل قدح.
في الإبريق: ولم يبق في ذلك المجلس إبريق حتى أتلع جيده، وملأ من ودج الراووق وريده؛ حتى غردت في دوحه البلابل؛ وطعنت الهموم بتلك الذوابل؛ وتنبهت بها المسرات وهي نيام، ومالت رقابها كأنها إوز بأعلى الرقمتين قيام؛ ولم يزل يدار حتى خفت الأوقار، ولم يبق في الإبريق إلا لواث فمه كأنما تناول ياقوتا بمنقار.
في ذم الحشيش: - وهي لا تحمد في حال -: وهي وإن كانت مما تنبت الأرض من قواتل السموم، والمضنيات للجسوم، فإنها حرام وإن لم ينص على تحريمها، حطام وإن رعى قوم في هشيمها؛ ضررها لا يعد، وإن لم يجب الحد فيها فإنه يجب التعزير وربما كان أمضى
من الحد؛ ومن رآها وقذر منها وعلم أنها نجسة العين، وأن آكلها لاستيلاء السوداء عليه مثل غراب البين؛ وقد أساء آكلها لنفسه ما اختار، وأشبه البهائم فإن الحشيش ما يأكله إلا الحمار.