للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكما نسبت الكتابة إلى اليد، دون جملة الإنسان، كذلك ينسب الطعان إلى الراحة، لأنها بها تكون، كما تكون الكتابة باليد.

وقول الهذلي:

زجرتُ لها طيرَ الشَّمالِ فإن تكنْ ... هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها

تقديره: إن تكون هواى الذي تهوى تلك، فقال: هواك، كما قال:

وأناتَ بينَ القروِ والعاصرِ

وقوله: يصبك اجتنابها أي يصيبك اجتناب الطير المزجورة، أي يصيبك ما تكره من زجرها، والمعنى: يصيبني، إلا أنه أخرجه على لفظ الخطاب، كما قال:

هوالك.

والمعنى: إني لا أصرمها، ولا أحول عن ودها، وإن لم تستقم هي لي، ولم تعتقد في هذا الاعتقاد.

ومثل قوله: تهوى في أن التاء للغائب المؤنث، دون المخاطب، قول الحطيئة:

منعَّمةٌ تصونُ إليكَ منها ... كصونك من رداء شرعبىَّ

أي تصون هي: وليس تصون لك أيها المخاطب، كما أن تهوى في قوله: فإن تكن هواك الذي تهوى ليس لك.

ومثل قول الحطيئة في المعنى، قول ذي الرمة:

رخيماتُ الكلام مبتَّلاتٌ ... جواعلُ في البرى قصباً خدالا

<<  <   >  >>