فإن جعلته من هذا الوجه، أمكن أن يكون لي متعلقاً به، كقولك: كلامك لي جميل.
وإن جعلت اللسان الجارحة، احتمل أن تريد المضاف فتحذفه، فإذا حذفته احتمل وجهين، أحدهما: أن يكون علي: صلى المسجد، أي أهله، والآخر: أن تحذف المضاف، فتجعل اللسان الكلام، كما قالوا: اجتمعت اليمامة، فجعلهم كأنهم اليمامة، وكما قال:
إذا انتمُ باللَّيلِ سرَّا ... قٌ وصبحَ غدٍ صرارهْ
فجعلهم الحدث، فكذلك تجعل اللسان الحدث. فإذا جعلته كذلك، أمكن أن يتعلق به لي كما تعلق به في الوجه الأول، وكما أجاز أن تجعل اسم الزمان خبراً عنه، كذلك يتعلق به الجار.
فعلى هذين الوجهين؛ هذا، والذي ذكر أولاً، يجوز أن يتعلق به الجار تعلقه بنفس المصدر، ويجوز في لي بعد، أن يتعلق بمحذوف، ويكون هو وقوله: أرى الخبر، مثل: حلو حامض.
ويجوز فيه أيضاً أن تجعله خبر المبتدأ، الذي هو لسانك، وتجعله الجارحة؛