مسحوا لحاهمْ ثم قالوا سالموا ... يا ليتني في القوم إذ مسحوا اللِّحى
قوله في القوم لايكون ظرفاً، ولا حالاً؛ لأنك إن جعلته واحد منهما، كما جعلته في قوله: كأنه خارجاً حالاً، بقي إذ خبراً عن المتكلم، فلا يجوز، كما لم يجز: يا ليتني أمس، فلا يكون في القوم إلا متعلقاً بمحذوف.
فأما إذ مسحوا فيجوز أن تعلقها مرة بليتني، وأخرى بالمستقر الذي هو في القوم؛ لأن في كل واحد منهما معنى فهل، وتعلقه بالمستقر أولى، من حيث كان إليه أقرب.
عدي بن زيد:
وحبي بعد الهدو تهادي ... هـ شمال كما يزجى الكسير
لا يخلو قوله: بعد الهدو من أن يكون متعلقاً بمحذوف، أو بما في حبي من معنى الفعل، أو بقوله: تهاديه.
فلا يجوز أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأنك إن علقته به صار صفة للحبي، من حيث كان نكرة، والنكرة توصف بالظروف، كما توصف بالجمل، من حيث وصلت الموصولة بالظروف، كما وصلت بالجمل، والنكرة إذا كانت عيناً لا توصف بظروف الزمان، كما لا يخبر بها عنها.
فإذا لم يجز ذلك كان غما متعلقاً بما في حبي من معنى الفعل، وإما بتهاديه، والأحسن أن يكون متعلقاً بالفعل الصريح، ولا يكون متعلقاً بحبي، لأنه وإن كان ممكناً