ويجوز أن يكون قوله: من خز العراق، وصفاً لموصوف محذوف، كأنه ثياب من خز العراق، فإذا كان كذلك أمكن أن يكون المفوف بدلاً من شيئين، أحدهما الضمير الذي في الظرف، الذي هو من خز العراق، والأخر أن يكون بدلاً من المحذوف من اللفظ، على حد قوله تعالى:(إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللهِ).
ويجوز أن يكون: من خز العراق تبيناً، كقوله:(وَأَنَاْ عَلَىَ ذَلِكُمْ مّنَ الشّاهِدِينَ) و (إِنّي لَكُمَا لَمِنَ النّاصِحِينَ).
ويجوز أن تقول: فوقه المفوف من خز العراق، فتجعل من خز العراق متعلقاً بمحذوف، يصير في موضع الحال، فتقدمه على ذلك، والعامل في الحال فوقه، ولا يكون العامل فيها ما في الصلة؛ لأنه حينئذ لا يجوز فيه التقديم.
وأما قول الآخر لجرير:
غضبتَ علينا أن علاكَ ابنُ غالبٍ ... فهلاَّ على جدَّيكَ إذْ ذاك تغضبُ
هما حين يسعى المرءُ مسعاةَ أهلهِ ... أناخا فشدَّاكَ، العقالُ المؤرَّبُ
فقوله: حين يسعى المرء مسعاه أهله يجوز في وجه أن يكون فصلاً بين المبتدأ وخبره بالأجنبي، وذلك إذا جعلت العقال المؤرب خبر المبتدأ، كأنه قال: هما العقال