فغضوبٌ خبر المبتدأ الذي هو (بعد المدى) والمعنى: لذي بعد المدى.
فأما اللام في قوله:(لمحفظت) فمتعلق بالمصدر، الذي هو البعد، أي من بعد ن المحفظات، فلم يغضب في كل حال، غضوبٌ، أي شديد الغضب.
وليس بالسهل أن تعلق (للمحفظات) بغضوب، كأنه: وبعد المدى غضوب للمحفظات، لأنه لا يعلم ذو بعد المدى مما ذا، إلا أن تقول: يريد بعد المدى لما يوجب الغضب، فلم يذكر ذلك، لأن ما بعد يدل عليه.
وقال جرير:
كأن سليطاً في جواشنها الحصى ... إذا حلَّ بين الأملحين وقيرها
إذا قيل ركبٌ فقبَّحت ... ركاباً وركباناً لئيماً بشيرها
المبتدأ محذوفٌ، كأنه: إذا قيل هؤلاء ركبٌ.
وقال:(قبحت) فأنث، وفي الفعل ضمير الركب، والركب جماعة، وركاباً
وركباناً: هم الركب في المعنى، ألا ترى أن الركب يشتمل على الركبان والرواحل.