للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن ذلك لا يسهل، لأنه المتكلم فكما لا يتجه (هذا أنا) على [إرادة] إشارة المتكلم إلى نفسه، من غير أن تنزله، منزلة الغائب، كذلك لا يحسن إضمار (هذا) هنا.

فإن قلت: إن (أظلمنا) على لفظ الغيبة، فليس مثل (هذا أنا) فإنه، وإن كان كذلك، فالمراد به بعض المتكلمين، ولا يمنع ذلك، ألا ترى أنهم قالوا: يا تميم كلهم،

فحملوه على الغيبة، لما كان اللفظ له، وإن كان المراد به المخاطب، وإن جعلت المضمر (في عملك) كأنك قلت: أظلمنا في علمك، كان مستقيماً.

قال الكميت:

إنِّي بعيد محقدي من مودَّتي ... وبعدُ المدى لمحفظاتِ غضوبُ

أي بعيد محقدي من مودتي، أي إذا وددت لم أحقد، ولكني أغضى للمودة عمَّا يوجب الحقد، فيكون الكلام على ظاهره.

ويجوز أن يكون المعنى: إني بعيد محقدي من أهل مودتي.

وقوله:

وبعد المدى للمحفظات غضوب.

تقديره: ذو بعد المدى للمحفظات، أي من بعد مداه عما يحفظ، فلم يغضبه كل شيء، فهو غضوب، لأنه لا يغض إلا لأمر شديد، يوجب الغضب.

<<  <   >  >>