الذي في الأخصف إنما هو من الصبُّح، فالأخصف قد جمع اللّونين المفترقين، اللذين هما السّواد والبياضُ.
والبريم - زعموا - كلُّ خيط يُفتل، لحقوا المرأة، أو لقلادة، وقد اتُّسع فيه حتى جُعل الحِزام، وغيره، فالحزام نحو قولِ ابن مقبل:
يجولُ بريمُها
يصفها بالضُّمور.
وإنما أخذ ذلك العجَّاج من قوله عزّ وجل:(حتى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ)، وقد تناول ذلك العجَّاج في موضع آخر، فقال:
وقد رأى بالأُفُقِ اشقِرارا ... وفي جناحَي لَيْلِه اصفرارا
وصلَك بالسلسلةِ العِذارا
فاشقرارُ الأفق هو مقاربَتُه للبياض، وأما الاصفرارُ: فإنه يريدُ به الاسودادَ، وقيل للاسوداد الاصفرارُ، كما قيل للأسودِ: أصفر، يدلُّ على ذلك قول حُمَيد الأرقَط:
قد كاد يبدو وبدَت تباشِرُه ... وسَدَفُ الخيط البهيمِ ساترُه