للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمن حيث وُصِف بأنه بهيم وسُخام، يجوز أن يكون الاصفرار الاسوداد، فالبيتان الرائيان قد دلاّ على ما دل عليه الأخصفُ، في الفائي. فأمّا انتصاب قوله: وَصْلَك بالسلسلة فمن باب صنع الله، وذلك أن في قوله: وصلك بالسلسلة على ذلك، وأراد أن اتصال الاسوداد بالاشقرار، كاتصال السلسلة بالعِذار. وقولُه:

وصلك بالسلسلة العِذارا

قريبُ في المعنى من قوله: عن بريم أخصفا، ومثل ذلك في المعنى قول ذي الرُّمّة:

فأدلى غُلامِي دَلوه يبتغي بها ... شِفاء الصَّدى والليل أدهم أبلقُ

أي أعلى الأفق أسودُ، والأسفلُ أبيضُ، للصُّبح، وقد انتظم ذلك قول العجَّاج: أخصف.

وقال أبو دُؤاد:

فلما أضاءتْ لنا ظُلمةٌ ... ولاحَ من الصُّبحِ خيطٌ أنارا

<<  <   >  >>