للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عليّ: تقديره: طمستْ أعلامه في صخب الأصداء، والمعنى: في ظلمةِ صخبِ الأصداء، أي في ظلمةِ ليلٍ صخبِ الأصداء، فأقام المضافَ إليه مقامَ المضاف، والصَّفةَ مقام الموصوف، ومثل ذلك في المعنى قولُ الآخر:

ألا طرقتْ ليلى بنيَّنَ بعدما ... طلى اللَّيلُ بيداً فاستوتْ وإكاما

أي غشيته الظُّلمةُ، فصارَ البيدُ والإكامُ سواءً، في مرآة العين، فكذلك طمستْ أعلامُ هذا المهمه، للظُّلمة.

وقوله: مختلطٍ بالتُّرب تقديره: مختلطةٌ ظلمتهُ بالتُّرب، فحذف المضافَ، الذي هو الظُّلمة، واقام المضافَ إليه مقامَ المضاف، فصار في اسم الفاعلِ ضميرُ صخب الأصداء الذي هو صفةُ ليلٍ المحذوف، ومثل ذلك في المعنى قوله:

ودوِّيَّةٍ مثلِ السّماءِ اعتسفتُها ... وقد صبغَ الليلُ الحصى بسوادِ

ألا ترى أنّ صبغه للحصى، إنما هو ما غشيه من ظلمته.

<<  <   >  >>