للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا ترى أنه جعله وصفاً للنَّفر، والنَّفرُ مذكَّر.

فأمَّا قوله: من النَّفر اللاَّئي الذين فإن اللاّئي وإن لم يعدْ عليه ذكرٌ من اللَّفظِ وظاهره، كما تقدَّم ذكره، فإنه يجوز أن يكونَ حذفَ الراجعَ من الصِّلة، كأنه قال: اللاّئي هم الذين، ويجوز أن يكونَ حذفَ الصِّلةَ، لأنَّ صلةَ الموصولِ التي بعده تدلُّ عليه، كقولِ الآخر:

من اللَّواتي والَّتي واللاّتي زعمنَ أنّي كبرتُ لداتي

فلم يأتِ للموصولين الأوَّلين بصلةٍ.

ويجوز فيه وجهٌ آخرُ: وهو أنّ البغداديِّين قد أجازوا في هذه الموصولة، من نحو الذي أن توصفَ، ولا توصلَ، كإجازة الجميع ذلك، في منْ وما، وقد أنشد أبو عثمان، عن الأصمعيّ:

حتى إذا كانا هما اللّذينِ ... مثلَ الجديلينِ المحملجينِ

وقد قالوا: هنَّ اللاَّ فعلنَ ذاك، قال:

فدومي على العهدِ الذي كان بيننا ... أم آنتِ من اللاَّ ما لهنَّ عهودُ

<<  <   >  >>