فلم يكن ذلك عنده عطفاً على عاملين، لكون كلِّ في حكمِ الملفوظِ به.
ومثل (أسمعْ بهمْ) في أنّ اللفظَ لفظُ الأمرِ، والمعنى على الخبر، قوله تعالى:(قلْ منْ كانَ في الضَّلالةِ فليمددْ له الرَّحمنُ مدَّا) ألا ترى أنَّ تأويلَ الأمرِ هنا لا يتوجَّه.
وممَّا اتَّصل به الجارُّ من الفاعلِ المظهرِ، قوله:
ألم يأتيكَ والأنباءُ تنمي ... بما لاقت لبونُ بني زيادِ
فالابتداءُ الذي بعدَ الفعل وخبره، اعتراضٌ، كما كان اعتراضاً في قولِ الآخرِ:
وقد أدركتني والحوادثُ جمَّةٌ أسنَّةُ قومٍ لا ضعافٍ ولا عزلِ
ومن ذلك قولُ النَّمر بن تولبٍ:
حتَّى إذا قسمَ النَّصيبُ وأصفقتْ ... يده بجلدةِ ضرعها وحوارها
ظهرتْ ندامتهُ وهانَ بسخطهِ ... شيئاً على مربوعها وعذارها