وقولُه: نبتُها أنفٌ ابتداءٌ وخبرٌ، وتكون الجملةُ في موضعِ الحالِ من الفاعل، فتقديره: مؤتنفُ النَّباتِ، فإن شئت كان العاملُ فيها: تخيَّلُ، وإن شئتَ ما في كأنَّ
من معنى الفعل.
ومعنى تخيَّلُ: تلوَّنُ.
وممَّا أضمر لتقدُّمِ ذكره، قول الشاعر:
أو تزجروا مكفهرَّاً لا كفاَء له ... كاللَّيلِ، يخلطُ أصراماً بأصرامِ
ففاعل يخلطُ الكفهرُّ، لا اللَّيلُ، لأنَّ الكفهرَّ يريد به الجيشَ الكثيرَ، الذي كأنَّ بعضه على بعضٍ، من كثرته، ومن هنا قيل: جيشٌ مجرٌ.
ومعنى خلطه صرماً بصرمٍ: هو جمعُ هذا الجيش بين من انفردَ عن أهله وبينَ أهله، خوفاً من القتل والقهر، ومثلُ هذا قولُ أبي ذؤيبٍ: