للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففاعلُ كان جزعي، التقديرُ: أم كيف أصبرُ إن كان جزعي، أي إنْ وقع، ففي كان ضميرُ الجزع، الذي تقدَّم ذكره، ومن ذلك قولُ الآخر:

أهويتُ سيفي وما أدري أذالبدٍ ... يغشى المهجهجَ، عضَّ السَّيفُ أم رجلا

فقوله: يغشى صفةُ ذالبدٍ، وفاعلُ يغشى ذو اللَّبدِ، الذي تقدَّم ذكره، والتقديرُ: وما أدري أعضَّ السَّيفُ ذالبدٍ، يغشى المهجهجَ، أم رجلاً؟ والمعنى: أنه لم يفصل بينَ الرجلِ المهوى السَّيفُ نحوه، وبين الأسدِ، ومن ذلك قول الحارثِ بن زهير، في قتله حذيفةَ بن بدر:

تركتُ على الهباءةِ غيرَ فخرٍ ... حذيفةَ حولهُ قصدُ العوالي

ولولا ظلمهُ حنشَ بنَ عمروٍ ... إذاً لاقاهمُ وابنا بلالِ

ويخبرهمْ مكانَ النُّونِ منِّي ... وما أعطيتهُ عرقَ الخلالِ

<<  <   >  >>