للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لدلالةِ البرقِ عليه، في قوله:

أمنكِ البرقُ أرقبه فهاجا ... فبتُّ إخاله دهماً خلاجا

أي إخالُ الرَّعدَ دهماً، أي صوتَ دهمٍ، إلاَّ أنه أضمره لجريِ ذكرِ البرقِ، الدَّالِّ على الرَّعد.

والآخرُ: أن يكون أراد: تجرَّمَ سحابه، أي سحابُ هذا البرقِ، فحذف المضافَ الذي هو سحاب، المضافُ إلى ضميرِ البرق، وأضمر البرقَ، فكأنه: تجرَّمَ البرقُ، والمرادُ سحابُ البرقِ، أي تقطَّع السَّحابُ، وتفرَّق في هذا الموضع، ليأخذ منه الماءَ، كما قال:

شربنَ بماء البحرِ ثم ترفَّعتْ ... متى لججٍ خضرٍ لهنَّ نئيجُ

ويدلُّك على إرادته السَّحابَ، قوله:

تعلو بعيقاتِ البحورِ وتجنبُ

أي تصيبها الرِّيحُ الجنوبُ، ليكونَ ذلك أغزر لمائه، وأدرَّ له.

فأمَّا قوله: بعيقاتِ البحورِ، فيحتمل أمرين، أحدهما: أن يعلو بماءِ عيقات البحور، فحذف المضافَ، ويكون قوله: يعلو بعيقاتِ البحورِ كقوله: ثم ترفَّعتْ.

والآخرُ: أن يكون المعنى: فيعلو السَّحابُ في هذا الموضع.

<<  <   >  >>