للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا ترى أنّ الفاعلَ لا يكونُ إلاَّ ما دلَّ عليه يضيرها، لأنه ليس في الكلام ما يجوز أن يكون فاعلاً غيرَ ذلك.

والآخر: أن يكون الكلامُ محمولاً على المعنى، فيكون الفاعلُ ما دلَّ عليه أهجوتها أم بلتَ، كأنه قال: ما ضرَّ تغلبَ وائلٍ هجاؤك وبولك بهذا المكان، وحسَّن تجويزَ ذلك، أنَّ ما ذكرنا من هذين الاسمين قد تعاقبا لفظَ الاستفهام، فجاءَ: (سواءٌ عليهمْ أستغفرتَ لهمْ أمْ لمْ تستغفرْ لهمْ)، وقال:

سواءٌ عليك اليومَ أنصاعتِ النَّوى ... بخرقاَء أم أنحى لكَ السَّيفَ ذابحُ

وقال:

ولا أنا ممَّن يزجرُ الطَّيرَ همُّهُ ... أصاحَ غرابٌ أم تعرَّضَ ثعلبُ

فما دخلتْ عليه الهمزةُ وأم في موضع خبر المبتدأ، وقال النَّمر بن تولب:

سواءٌ عليها الشَّيخُ لم يدرِ ما الصِّبا ... إذا ما رأتهُ والألوفُ المقتَّلُ

<<  <   >  >>