للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مضمرٍ، دلَّ عليه نفحتْ، وإن كان قد أضيف إليه حيث، كما دلَّ الفعلُ الذي في صلةِ أنَّ في قولك: لو أنَّك جئتني لأكرمتك، وأغنى عنه، فكذلك هذا الفعلُ، المضافُ إليه

حيث، أغنى عن ذلك الفعلِ، لمَّا دلَّ عليه، كما قلنا في لوْ ألا ترى أنَّ المضافَ إليه، مثلُ ما بعدَ الاسمِ الموصولِ، في أنَّ كلَّ واحدٍ منهما لا يعملُ فيما قبله، ومع ذلك فقد أغنى الفعلُ الذي في صلةِ أنَّ عن الفعل الذي تقتضيه لوْ، وإن كان قبلَ الصِّلة، فكذلك الفعلُ المضافُ إليه حيث أغنى عن ذلك الفعل.

وقال ابنُ كراعٍ:

وإذا الرِّكابُ تكلَّفتْها عطَّفتْ ... ثمرَ السِّياطِ قطوفها ووساعها

الرِّكابُ: واحدها راحلةٌ، كما أنَّ النِّساءَ واحدها امرأةٌ، والتقدير: إذا تكلَّفَ أصحابُ الرِّكابِ هذه الناقةَ، أي سيرها، وتكلُّفهم لسيرها إنما هو أن يريدوا منهنَّ أن يسرنَ كسيرها.

وإن شئتَ لم تقدِّرْ حذفَ المضاف، وتركتَ الكلامَ على ظاهره.

وقوله: عطَّفتْ أي عطَّفتْ هذه الناقةُ، ففاعلُ عطَّفتْ ضميرها، أي عطَّفتْ هذه الناقةُ ثمرَ السِّياط، القطوفَ والوساعَ، لأنهنَّ يقصِّرن عن سيرهنَّ، فيضربن حتى يلحقنَ بها، فلمَّا ضربنَ من أجلها، جعل ضربهم إيَّاهنَّ ضرباً منها لهنَّ،

<<  <   >  >>