فإن كانت هلْ، لم تخلُ من أن تكون التي للاستفهام، أو التي بمعنى قد، أو تكون هلْ، الذي هو الصوتُ المستعملُ للحضّ والحثّ.
فلا يحوز أن تكون التي للاستفهام، لأن الاستفهام إنّما يدخلُ على ما كان خبراً.
ولا يجوز أن تكون بمعنى قد، لأنها تدخلُ على الخبر.
ولا تكون التي للحضّ، لأن تلك متحرّكةُ الآخر بالفتح، فإذا وقف عليها، وقف بالألف، كما يوقف على أنا بها.
فإن قال: أسكنت في هذا الموضع، كما أسكنها لبيدُ، في قوله:
ولقد يسمعُ قولى حيّلْ
قيل: هذا الإسكان ليس بالأكثرِ الأعرفِ في كلامهم، ومع ذلك فلا يجوز أن
تسكنها في هذا الموضع، لأنّه قد ضمّت إلى غيرها، فجعل معها كالشئ الواحد، يدّل على ذلك اتّفاق الجميع، على تحريك الآخر منها بالفتح، فإذا كان كذلك لزم أن يحرّك الصّدر منهما بالفتح، ولا يسكّن، ألا تراهم لمّا جعلوا الكلمتين في حىّ هل، شيئاً واحداً، حرّكوا منهما بالفتح [فكذلك حرّكوا هلْ بالفتح] صدراً، كما حركوها آخراً، بالفتح.
وزعم الخليلُ أنّ لنْ أفعل، إنّما هي: لا أن، وقد ذكرنا الاحتجاج لقوله.