أسف هلاك بنى، أو خزنه، أو شحوبه، ونحو ذلك مما يلوح الأجسام، ويغيرها، والمعنى فيه: الأسف الحادث عن هلاكهم، قال جرير:
فبتُّ والهمُّ تغشانى طوارقه ... من خوفِ رحلةِ بين الظاعنين غدا
التقدير: من خوف الارتحال، وخوف الفراق، وإنما هو مما يحدث عنه، وكذلك قول الأخر:
فما للنَّوى لا باركَ الله في النَّوى ... وهمَّ لنا منها كهمَّ المراهنِ
همُّ الرَّان وهمُّ الفراق ايحدث عنهما.
ويجوز أن تكون أما إنما هي أن المخففة من الشديدية وتكون ما موصولة، فيكون التقدير: فأجبتها بأن الذي لسمى انه أودى بني، فيكون ما في موضع رفع بالابتداء، ويكون أنه في موضع الخبر، وتكون الجملة في موضع رفه بأنه خبر الهاء المضمرة في أن المخففة من الشديدة، ألا ترى أن المعنى: فأجبتها بأنه الذي لجسمى [إيداء بنى].