ويجوز أن تكون أما في قوله أما لجسمى هي أما التي قولك: أما زيد فمنطلق، وأما جسمى فشاحب، وأما جنبى فلا يلائم مضجعاً، إلا انه حذف الفاء، لنه في شعر، كما حذفه الآخر، من قوله:
فأمّا القتالُ لا قتالَ لديكمُ
والتقدير: مهما يكن من شيء فلجسمى انه، فيرتفع أن بالظرف، فإذا فتحت أن كان الظرف متعلقاً بالمحذوف الذي يتعلق به، في نحو: يوم الجمعة القتال.
ولو كسرت أن كما تكسيرها في قولك: أما اليوم فإني راحلٌ، وأما غداً فإني مقيمٌ، لكان الظرف متعلقاً بما في أما من معنى الفعل، ولا يجوز أن يتعلق بما بعد إن لما ذكر في موضعه.
وقد أجاز قوم زيادة حرفين، كما أجازوا كلهم زيادة حرف، وأنشدوا:
كما ما امرئٍ في معشرٍ غير قومهِ ... ضعيف الكلامِ شخصهُ متضائلُ
بجر امرئ، على أن تكون ما في كما والأخرى زائدتين، وأنشدوه أيضاً بالرفع: كما ما امرؤٌ، على أن تكون موصولة.
ويدل على جواز توالى زيادتين، قول أمية:
طعامهمُ لئنْ أكلوا معنًّ ... وما إنْ لا تحاكُ لهم ثيابُ