فكذلك قوله: خياشيم وفا لا يمتنع أن يكون على حرفين، أحدهما حرف لين، على الوجه الذي ذكرنا.
واعلم أنه لايجوز أن تقول: كسرت فاي، كما تقول: رأيت فاك؛ لأن الفاء إنما تتبع العين، فكما أن العين إذا كانت في موضع جر انقلبت ياء، كذلك إذا كانت في موضع كسر؛ ألا ترى أنه لا فصل في اللفظ بين الكسر والجر، في قولك: مررت لغلامك، ورأيت غلامي، فكذلك لا يكون بين: كسرت في، ووضعته في في، لكونه في الموضعين في موضع كسرة، وعلى هذا القياس أنشدوا:
ومنا لقيط وابنماه وحاجب
فتحوا النون؛ لانفتاح الميم؛ لمجاورة الألف، كما اتبعت الفاء، ومن في، في النصب، في قولك: كسرت في، حركة عين الإعراب، في نحو: رأيت غلامي، كما أتبعته حركة الإعراب.
واعلم أن ما ذهب إليه؛ من أن قولهم: م الله، إنما هو محذوف من: أيمن الله، يتجه على أن الياء قد حذفت، كما حذفت الواو؛ لأنهما يتفقان في الإعلال، في مواضع، فلما حذفت سقطت همزة الوصل، وحذفت النون، كما حذفت في دد؛ لأنها توافق