عليه قُوَى قلبه وإرادته، وتسدّ عليه الأبواب التي تُفرق هَمَّه وتشتّت قلبه، فيأنس بها ويستوحش من الخلق (١).
ثم يُفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لايكاد يشبع منها، ويجد فيها اللذة والراحة أضعاف ما كان يجده في لذة اللهو واللعب ونيْل الشهوات) انتهى.
فأين المعرضون عن حبيبهم المخدوعون بلذات تحجبهم عن اللذة والنعيم الذي خلقوا له، لقد وُصِفَتْ هذه اللذات والشهوات بمشناق من عسل، وهذا يبين سوء عاقبتها وإن كانت حلوة المذاق وقت مباشرتها.
ثم قال - رحمه الله -: (بحيث أنه إذا دخل في الصلاة وَدَّ أن لا يخرج منها، ثم يُفتح له باب حلاوة استماع كلام الله فلا يشبع منه وإذا سمعه هدأ قلبه به كما يهدأ الصبي إذا أُعطي ما هو شديد المحبة له.
ثم يُفتح له باب شهود عظمة الله المتكلم به وجلاله وكمال نعوته وصفاته وحكمته ومعاني خطابه، بحيث يستغرق قلبه في ذلك حتى يغيب فيه ويُحسّ بقلبه وقد دخل في عالَمٍ آخر غير ما الناس فيه.
(١) تُرى هل هذا الصنف يطيقون العيش في زماننا؟!، أين الأماكن الخالية اليوم من المنكرات؟!، أما الأماكن التي تهدأ فيها الأصوات والحركات فلقد كانت منذ حوالي سبعين سنة!، أما اليوم فأصبحت أمنيّة متعذرة، وحسبك أن المساجد أماكن العبادة والخلوة صارت كالورش الصناعية وفيها من الأصوات ما يزعج!، قال تعالى {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} " سورة الإسراء، من الآية: ٨٤ ".