ونسأل الله أن يجعل كيدَ من يَهزؤون بثوابه وعقابه في نحورهم، وأن يرينا بهم عجائب قدرته ويكفينا والمسلمين شرورهم.
كما نسأله تعالى بما سأله عبدُه ورسولُه - صلى الله عليه وسلم - أن يرزقنا لذةَ النظرِ إلى وجهه الكريم والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضره ولا فتنة مضلة، وأن يزينا بزينة الإيمان ويجعلنا هداةً مهتدين (١) .. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً.
عبد الكريم بن صالح الحميد
بريدة - ربيع الأول، رمضان / ١٤٢٦هـ
(١) عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهؤلاء الدعَوَات: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمةَ الحقِّ في الغضب والرضا، وأسألك القصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يبيد، وقرةَ عَيْنٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذةَ النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) رواه النسائي في المجتبى برقم (١٣٠٥) وسننه الكبرى برقم (١٢٢٨)، وابن حبان في صحيحه ٥/ ٣٠٥، والطبراني في الدعاء برقم (٦٢٤)؛ فعلى المسلم أن يكثر من هذا الدعاء العظيم فهو دعاء جامع شامل، نسأل الله تبارك وتعالى أن لا يحرمنا فضله وخيرَ ما عنده، وأن يملأ قلوبنا بخشيته ومعرفته وحُبِّه والشوق إليه، وأن يقر أعيننا برؤية وجهه الكريم.