للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عِنْدِ رَبِّنَا} (١) وما أخبر عن ملائكته إذْ قالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٢) عجزت الملائكة المقربون أن تحدّ أحسن الخالقين، أو تُكيِّف صفة رب العالمين، فهم خشوع خضوع خنوع {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (٣) انتهى (٤).

ولتمام الفائدة وما نحن بصدده من معرفة الرب عز وجل فإننا نذكر هنا إشارة إلى رؤيته سبحانه في المنام من كلام شيخ الإسلام – رحمه الله -.

قال: (كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه، فهذا حق في الرؤيا، ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس.

قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجاباً بينه وبين الله.

وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم، وما أظنّ


(١) سورة آل عمران، من الآية: ٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٣٢.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٠.
(٤) حلية الأولياء ١٠/ ١٩٢.

<<  <   >  >>