للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأطلب من الله بهم (١)، فَجَاوِبْهُ بما تقدم، وهو أن الذين قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مقرون بما ذكرت، ومقرون أن أوثانهم لا تدبر شيئاً، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة، [واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه (٢) ووضحه،]

[فإن قال: هؤلاء الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، كيف تجعلون الصالحين أصناماً؟ فجاوبه بما تقدَّم] فإنه إذا أقرَّ أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله، وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة، ولكن أراد أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكره، فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الصالحين [والأصنام] ومنهم من يدعو الأولياء [الذين قال الله فيهم: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب}]

[ويدعون عيسى بن مريم وأمه، وقد قال الله تعالى: {ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صديقةٌ كانا يأكلان الطعام، انظر كيف نُبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون}

واذكر قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للملائكة أهؤلاء]


(١) أي بواسطتهم بأن يجعلهم وسائط بينه وبين الله القريب المجيب وهذا هو الذي عليه عباد الأموات وهو كفر بإجماع العلماء.
(٢) أي من الآيات الدالة على كفر من دعا غير الله من الأموات والأحجار والأشجار وتقربهم بالذبائح والنذر.

<<  <   >  >>