[إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}،
وقوله تعالى:{يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}، الآية]
[فقل له: عرفت أن الله كفّر من قصد الأصنام، وكفَّر أيضاً من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،]
فإن قال: الكفار يريدون منهم: وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر لا أريد إلا منه والصالحون ليس لهم من الأمر شيءٌ ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم،
فالجواب أن هذا قول الكفار سواء بسواء [فاقرأ عليه قوله تعالى:{والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى}]
[وقوله تعالى:{هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.]
[واعلم أن هذه الشبه الثلاث (١) هي أكبر ما عندهم، فإذا عرفت أن الله وضعها في كتابه، وفهمتها فهماً جيداً فما بعدها أيسر منها، فإن قال: أنا لا أعبد إلا الله وهذا الالتجاء إلى الصالحين، ودعاؤهم ليس بعبادة، فقل له: أنت تقرُّ أن الله فرض عليك إخلاص العبادة وهو حقه عليك؟ فإذا قال: نعم، فقل له: بَيِّنْ لي]
(١) الأولى قولهم لا نشرك بالله والثانية قولهم الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام والثالثة قولهم الكفار يريدون منهم الخ.