موسى {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أوفي غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله، إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله [أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف،] وهذا جائز في الدنيا والآخرة، وذلك أن تأتي عند رجل صالح حتي يجالسك ويسمع كلامك تقول له: ادع الله لي كما كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه ذلك حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا [أنهم سألوا ذلك عند قبره، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه؟.
ولهم شبهة أخرى وهي قصة إبراهيم لما ألقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم أما إليك فلا، فقالوا: فلوْ كانت الاستغاثة شركاً لم يعرضها على إبراهيم.
فالجواب أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه، فإنه كما قال الله تعالى: فيه {شديد القوى}]
[فلو أذن له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل، وهذا كرجل غني له مال كثيرٌ يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه ويهبه]