للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شيئاً يقضي به حاجته فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحدٍ، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفهقون؟. (١)]

ولنختم الكلام بمسألة عظيمة [مهمة تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول. (٢)]

[ولا خلاف] أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختلَّ شيءٌ من هذا لم يكن الرجل مسلماً، [فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافرٌ معاندٌ ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثيرٌ من الناس يقولون: إن هذا حقٌ ونحن نفهم هذا ونشهد أنه الحق، ولكن لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار، كما قال تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً}]

[وغير ذلك من الآيات، كقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}،]


(١) الأموات لا يسمعون دعاء من دعاهم ولا استغاثة من استغاث بهم وذلك بنص القرآن، قال تعالى {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم} فعباد الأموات لا يزالون وهم في ضلال ما داموا يدعونهم لمخالفتهم نص القرآن.
(٢) هذه المسألة يترجم لها في كتب التوحيد بمسألة الإيمان وأنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان.

<<  <   >  >>