للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في عهد بني أمية أظهروا بأن هؤلاء إنما قتلوا للدين.

المالكي يدافع عن الجعد والجهم وغيلان القدري ويتهم أهل السنة بالظلم وبما تقدم من الطعن الذين وجّهه إليهم.

المالكي وراءه ما وراءه وإنما أظهر طرفاً من هذه الروائح الجهمية المنتنة، وهذا مشرب النقيدان ويُذكر لنا أن هذا شيخه ومُقلَّده فالكل يحيلون أمر فرق الأمة المختلفة إلى خلافات ونزاعات سياسية ويدافعون عن رؤوس الجهمية وينالون من علماء السنة ويتكلمون بالصفات من جنس كلام الجهمية. (١)

ثم إن المالكي طعن على الحنابلة لأجل تسميتهم أهل السنة والجماعة في عهد المتوكل، غاظ فلم يعجبه نصر الله لحزبه وخذلانه لأعدائهم من الجهمية فصار يطعن بهذه التسمية ويطعن بكتب أهلها يقول: ومادة هذه الكتب المؤلفة في العقائد هي ذاكرة هذا الفساد كله، فلكل فرقة من المسلمين كتبها التي يوصي بها أتباعها ويوزعونها ويدعون إليها لا إلى الحق، هكذا جعل كتب أهل السنة لا تدعو إلى الحق لأنها من جملة كتب العقائد الضالة، أما الحق فهو ما أتى به هذا الفرخ.

وانظر الآن ما ذكره عن الأثر ((أن الله كتب التوراة لموسى بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة)) (٢) يقول: هذا تجسيم، إنه يقاتل بسلاح الجهمية.

وطعن في جلوس الرب سبحانه على الكرسي وأن له مكان وأنه إذا


(١) النقيدان يزعم في كلام نشره في جريدته أن حديث الصورة يناقض قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وهذا مشرب الجهمية.
(٢) فهو يرى أن اثبات اليد تجسيم [موسى هو الذي مسند ظهره على الصخرة].

<<  <   >  >>