وهذا هو معنى (لا إله إلا الله) مطابقة حيث بدأ بالنفي أولاً ثم الإثبات ثانياً.
وعلى هذا الفهم الخبيث من المالكي وأضرابه لابد من الاعتراض على الصديق رضي الله عنه وإخوانه من الصحابة رضي الله عنهم لما قاتلوا مانعي الزكاة وجعلوهم مرتدين عن الإسلام، فهؤلاء أعظم شبهة من مشركي زماننا بكثير حيث لم يذكر الصديق ولا غيره من الصحابة أن هؤلاء رجعوا إلى الأصنام وإنما امتنعوا عنم أداء الزكاة فقط حتى إن هذه المسألة عظمت على بعض الصحابة مثل عمر رضي الله عنه حتى بيّن لهم أبو بكر رضي الله عنه فانشرحت صدورهم للحق، فإذا كان جاحدُ فريضة الزكاة كافراً يُقاتل كيف بجاحد الإسلام؟.
فالشيخ محمد قدّس الله روحه في ذلك الكلام يفسّر التوحيد ويبين معناه وأن من لم يأت به من أهل زمانه لا تنفعه عباداته مهما كانت لأنه يجتمع مع كفار قريش في معنى قولهم:{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فإذا قالوا: نحن ننفرد عن قريش بالنطق بالشهادتين والصلاة والصوم والحج والزكاة وذكر الله قيل لهم: أنتم مثل من يصلي وهو يبول، فإذا قيل له: صلاتك باطلة قال: أنا أركع وأسجد وأقرأ وأذكر الله كيف تجعلونني مثل من لا يصلي؟.