وهنا يجعل المالكي الشيخ محمداً مكفِّراً للمسلمين وتقدم زعمه أن الشيخ محمد يقاتل المسلمين.
وتقدم أيضاً مثل عبارته هذه أن تكفير الشيخ صريح لعلماء المسلمين، وفي مواضع يرمي الشيخ بهذه الدّواهي قطع الله دابره. {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.
أما كوْنه ليس كل المشركين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق فهذا لا يَرِدُ على الشيخ لأنه لم يقل كلهم يعلمون ذلك وإنا كلامه في كفار قريش الذين يعلمونه كما أن غالب أهل الشرك يعلمونه.
وأيضاً مراد الشيخ عدم الاغترار ربما يُقرُّ به أهل الشرك من الربوبية فليس يدخلهم في الإسلام.
وليس مجال كلام الشيخ عن طوائف المشركين واختلافهم وإنا يُعالج مسألة واحدة هنا وهي مقارنة أهل وقته بمن كفّرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقاتلهم.
فالدهرية وفرعون والنمروذ يعلم الشيخ أن هؤلاء أكفر من المشركين لكن لا صلة لهم ببحثه هنا، فهؤلاء معطلة، وكلام الشيخ في المشركين، وإنا المالكي الضال يتطلّب العيْب للبرءَاء {وقد خاب من افترى}.