للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأورد ابن أبي داود بسنده عن سويد بن غفلة يقول: سمعت عليا يقول:

(رحم الله عثمان لو وليته لفعلت ما فعل بالمصاحف) «١»، وفي رواية أخرى: (لو لم يصنعه عثمان لصنعته) «٢».

وأورد السيوطي في الإتقان رواية أخرى قال: (أخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال علي: لا تقولوا في عثمان إلا خيرا، فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا، قال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: نعم ما رأيت) «٣».

فسيدنا عثمان رضي الله عنه لم يقدم على إحراق المصاحف الفردية إلا بعد مشورة وتأييد من الصحابة الكرام، فهذا سويد بن غفلة يقول- في الرواية التي يرويها عنه أبو

بكر الأنباري- قال: (سمعت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول: اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان، وقولكم: حراق مصاحف، فو الله ما حرقها إلا عن ملأ منا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) «٤».

فهذه الخصال من أكبر القربات عند الله تبارك وتعالى لسيدنا عثمان رضي الله عنه، ولهذا جاء في الأثر عن ابن أبي داود بسنده عن عبد الرحمن بن مهدي يقول: (خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه


(١) ينظر: المصاحف: ١/ ٢١٥؛ وإسناده ضعيف لأن فيه رجل مبهم- كما مر بنا-.
(٢) ينظر: المصاحف: ١/ ١٨٦؛ وينظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: ٢/ ٩٩؛ وفضائل القرآن لابن كثير: ٢٢.
(٣) الإتقان: ١/ ١٣١؛ وسيأتي تخريجه في دراسة المرويات- المبحث الثاني من هذا الفصل-.
(٤) ينظر: مناهل العرفان: ١/ ٢٦٢؛ مباحث في علوم القرآن، د. صحبي الصالح: ٨٦؛ وسيأتي تخريجه في دراسة المرويات- المبحث الثاني من هذا الفصل-.

<<  <   >  >>