للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تميم أو اليمن، فهو يشمل في مجموعه اللغات السبع.

وهذا الرأي يختلف عن سابقه؛ لأنه يعني أن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن إلا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة مع اتفاق المعاني «١».

قال القرطبي: (ذهب إلى هذا القول أبو عبيد واختاره ابن عطية، قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان أنه نزل بلغة قريش، أي معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا «٢»، ولم يقل: قريشيا، قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها؛ ولأن لغة غير قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات فإن قريشا لا تهمز) «٣».

ولعل من أقدم ما تعرض لبيان المراد من حديث الأحرف السبعة- ممن وصلت إلينا آراؤهم- هو أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: فضائل القرآن- وهو مطبوع- يقول أبو عبيد بعد أن أورد عشرا من روايات حديث الأحرف السبعة: قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب. (قال أبو عبيد: حدثنا عفان عن حماد «٤» بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه


(١) ينظر: نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان: ٣٧.
(٢) سورة يوسف، الآية (٢).
(٣) ينظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: ٢/ ١٦٩؛ ونكت الانتصار للباقلاني: ٣٨٥؛ والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ١/ ٤٤؛ وفضائل القرآن لابن كثير: ٣٧ - ٣٨؛ والبرهان للزركشي: ١/ ٢١٧؛ والكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن للعلامة محمد نجيب الحنفي: ٩٣.
(٤) أورد هذه الرواية الدكتور غانم في كتابه رسم المصحف: ١٣٢؛ وعزاها لأبي عبيد، إلا أنه ذكر بسندها (عثمان عن خالد عن سلمة عن قتادة ... ) فالدكتور غانم اعتمد

<<  <   >  >>