ثم أتبع الباحث هذا التمهيد بذكر ثلاثة مباحث تحت هذا الفصل:
المبحث الأول: جمعه في الصدور وفيه مطلبان:
**المطلب الأول: كيفية تلقي الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم.
وذكر فيه معنى الوحي لغة وشرعا, قال "وزبدة القول: أن الوحي شرعا: إلقاء الله الكلام أو المعنى في نفس الرسول أو النبي بخفاء وسرعة بملك أو بدون ملك". ثم ذكر الكيفيات التي كان ينزل بها الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان يعانيه في بعضها من شدة وكرب، وتعجله في بادئ الأمر لحفظه ثم طمأنته بجمعه في صدره.
**المطلب الثاني: كيفية تلقي الصحابة رضي الله عنهم القرآن وحفظه:
بين فيه حرصهم على حفظه، وتسابقهم إلى مدارسته وتفهمه، وتبليغه لأبنائهم وأهليهم، ثم ذكر جملة ممن حفظوه من كبار الصحابة.
ـ[ولي على هذا المبحث ملاحظات:]ـ
١ - تعريف الوحي بأنه: إلقاء الكلام أو المعنى في نفس الرسول. هو ما يسمى: بالكلام النفساني وهي نزعة أشعرية لإنكار تكلم الله به حقيقة. وقد يعتذر للباحث فيه بأنه ناقل له عن غيره، لو لم يختر التعريف ويرتضيه.
٢ - في صفحة ٢٨ السطر٣ يقول "فقد ورد أن جبريل كان يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا" وفي صفحة ٣٦ السطر ٨ "وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقرر ترتيب الآيات فيقول: ضعوا الآية كذا في موضع كذا" وخرجها في الحاشية من موضع واحد، وهو مسند أحمد، والنقل الأول غير دقيق ولاشك.
٣ - قوله في صفحة ٢٨ "وهناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة، على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يقرؤون القرآن الكريم على هذا الترتيب نفسه، الذي يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس" أقول: في قوله " هناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة" مبالغة كبيرة، بل قد ثبت أيضا أنه قدم النساء على آل عمران في صلاته، ثم إن الترتيب في القراءة مسألة أخرى، تختلف عن الترتيب في المصحف عند التحقيق والله أعلم.