للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل الحيرة، وسألنا أهل الحيرة من أين تعلمتم الكتابة؟ قالوا: من أهل الأنبار «١».

٢ - حدثنا عبد الله، قال: حدثنا علي بن حرب عن هشام بن محمد بن السائب، قال الأكيدر دومة «٢»، هو الأكيدر بن عبد الملك الكندي، وأخوه بشر بن عبد الله الذي علمه أهل الأنبار خطنا هذا، فخرج بشر إلى مكة، فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية فولدت له جاريتين.

٣ - عن هشام بن محمد: أن خطنا هذا سمي الجزم «٣». وأول من كتب به، كتبه قوم من عدي يقولون هم من بولان، وكان الشرقي يقول مرامر بن مروة وسلمة بن حزرة وهم الذين وضعوا هذا الكتاب.

قال أبو بكر: إن بشرا لما تزوج الصهباء بنت حرب علم هذا الخط


(١) الأنبار: هي مدينة الأنبار التي على نهر الفرات غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ، وذلك لقربها من بلاد العرب، وكانت الفرس تسميها فيروز (سابور) وأول من عمر سابور هو ابن هرمز، ذو الأكتاف ثم جددها أبو العباس السفاح، أول خلفاء بني العباس، وقيل سميت الأنبار لأن بختنصر لما حارب العرب حبس الأسرى فيها، وقيل الأنبار حد بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة والشعير والقت والتبن.
ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي: ١/ ٢٥٧؛ وكتاب المصاحف الطبعة المحققة:
١/ ١٦٣؛ وأورد هذا الأثر الإمام ابن كثير في فضائل القرآن: ٤٢؛ إلا أن في المطبوع (مجاهد)، بدل (مجالد)، وقد ذكر نحوه البلاذري بسنده عن محمد بن السائب الكلبي. فتوح البلدان: ٥٧٩. وفي إسناده مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني. قال عنه ابن حجر: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره روى عنه الشعبي، وروى عنه سفيان بن عيينة، وقال عنه أحمد بن حنبل: ليس بشيء، وقال ابن معين: لا يعتد بحديثه، فلم أجد له متابعا فالإسناد ضعيف. ينظر: تهذيب الكمال: ٣/ ١٣٠٤؛ تهذيب التهذيب: ١٠/ ٣٩ - ٤١.
(٢) دومة: بضم الدال، هي على عشر مراحل من المدينة، وعشر من الكوفة، وثمان من دمشق، واثنتي عشر من مصر. ينظر: معجم البلدان: ١/ ٤٨٧.
(٣) الجزم: هذا الخط مؤلف من حروف المعجم. ينظر: لسان العرب مادة (جزم): ١/ ٦١٨.

<<  <   >  >>