للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وكما أن نظم القرآن معجز، فرسمه معجز، وكيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في (مائة) «١» دون (فئة) «٢»، وإلى سر زيادة الياء في (بأييد) «٣»، و (بأييكم)

«٤»

؟ أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سعوا) ب (الحج) «٥»، ونقصانها من (سعو) ب (سبأ) «٦»، وأم كيف تبلغ العقول إلى درجة حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض؟ .. إلخ) «٧».

ونقل العلامة ابن المبارك عن شيخه عبد العزيز الدباغ، إذ يقول في كتابه الإبريز: (رسم القرآن من أسرار الله المشاهدة وكمال الرفعة، قال ابن المبارك:

فقلت له: هل رسم الواو بدل الألف نحو (الصلاة، والزكاة، والحياة، ومشكاة) وزيادة الواو في (سأوريكم، وأولئك، .. ) وكالياء في نحو (هديهم، وبأييكم) فقال:

هذا كله صادر من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمر الكتاب من الصحابة أن يكتبوه على هذه الهيئة فما نقصوا ولا زادوا على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أيضا الشيخ عبد العزيز الدباغ: (ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمرهم أن يكتبوه وعلى الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصها لأسرار لا تهتدي إليها العقول .. ) «٨».

ثم جاء أبو بكر فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف، وبإشراك الصحابة


(١) سورة الأنفال، من الآيتين (٦٥، ٦٦).
(٢) سورة البقرة، من الآية (٢٤٩).
(٣) سورة الذاريات، من الآية (٤٧).
(٤) سورة القلم، من الآية (٦).
(٥) سورة الحج، من الآية (٥١).
(٦) سورة سبأ، من الآية (٥).
(٧) ينظر: الجمع الصوتي الأول للقرآن: ٢٩٧.
(٨) المصدر نفسه: ٢٩٧؛ وينظر: مناهل العرفان: ١/ ٣٨٢؛ ومباحث في علوم القرآن لمناع القطان: ١٤٦.

<<  <   >  >>