للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورثناه) «١».

الوجه الأول: الذي خالفت فيه رواية قتادة التي ذكرناها قبل قليل:

التصريح بصيغة الحصر في الأربعة «٢».

ثانيهما: ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب.

فأما الوجه الأول فقد تقدم الجواب عنه من عدة احتمالات. فلا نسلم حمله على ظاهره، واستدل الإمام القرطبي أيضا إضافة إلى بعض ما تقدم: من أنه قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة مثل هذا العدد «٣». قال: وإنما خص أنس الأربعة من القراء بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم «٤».

وأما الوجه الثاني من المخالفة: هو ذكر أبي الدرداء بدلا من أبي، قال بعض العلماء بأن ذكر أبي الدرداء وهم، والصواب أبي بن كعب «٥».

وقال ابن حجر: وقد أشار البخاري إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين، ويحتمل أن يكون أنس حدث بهذا الحديث في وقتين، فذكره مرة أبي بن كعب، ومرة أبا الدرداء. وقد روى ابن أبي داود من طريق محمد بن كعب القرظي قال:

(جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل،


(١) صحيح البخاري، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث (٤٧١٨): ٤/ ١٩١٣.
(٢) فتح الباري: ٩/ ٦٣.
(٣) من حديث صحيح البخاري، باب مد العون بالمدد، رقم الحديث (٢٨٩٩): ٣/ ١١١٥؛ وينظر: سنن البيهقي الكبرى، رقم (٢٩١٥): ٢/ ١٩٩؛ ومجمع الزوائد للهيثمي، باب غزوة بئر معونة: ٦/ ١٢٧، قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٤) ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ١/ ٥٧؛ فتح الباري: ٩/ ٦٤.
(٥) فتح الباري: ٩/ ٦٤.

<<  <   >  >>