للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو فاء أو لام أو ثم بخلف أيضا، كما أسكنوا العين من (عضد) و (كتف) «١» «٢».

قال أبو علي في إسكان لام الأمر: «أصل هذه اللام الكسر، يدل على ذلك أنك إذا ابتدأت بها فقلت: ليقم زيد، كسرتها لا غير، فإذا ألحقت الكلام الذي فيه اللام الواو أو الفاء أو ثمّ، فمن أسكن مع الفاء والواو، فلأن الفاء والواو يصيران كشيء من نفس الكلمة، نحو: كتف، لأن كل واحد منهما لا ينفرد بنفسه، فصار بمنزلة كتف وفخذ، فقلت: (وليقضوا).

فإذا كان موضع الفاء والواو (ثم)، لم يسكنه أبو عمرو، لأن (ثم) ينفصل بنفسه ويسكت عليه دون ما بعده، فليست في هذا كالفاء والواو.

ومن قال: ثُمَّ لْيَقْضُوا [الحج ٢٩]، شبه الميم من (ثم) بالفاء والواو، فجعل (مليقضوا) «٣» من ثُمَّ لْيَقْضُوا بمنزلة الفاء والواو، وجعله كقولهم:

أراك منتفخا «٤»، فجعل (تفخا) من (منتفخا) مثل (كتف)، فأسكن اللام، وعلى هذا قول العجاج «٥»:

فبات منتصبا وما تكردسا «٦»


(١) انظر المعاني: ٢/ ١٧٦ - ١٧٧؛ وإعراب السبع: ٢/ ١١١؛ والحجة (خ): ٧٣ - ٧٤، ٢٦٣؛ والحجة (ع): ٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧، ٥/ ٣٢٩، ٦/ ٣١ - ٣٣، ٣١٦؛ والحجة (ز):
٩٣، ٥٤٨؛ والكشف: ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥، ٢/ ١١٦ - ١١٧، ١٤١ - ١٤٢؛ والهداية:
١/ ١٦٥؛ والموضح: ١/ ٢٦٣ - ٢٦٤، ٣٠١ - ٣٠٢، ٢/ ٨٧٤ - ٨٧٥، ٩٨٧؛ وإعراب الشواذ: ٢/ ٦٦٢ - ٦٦٣.
(٢) انظر الكتاب: ٤/ ١٥١ - ١٥٢، ومعاني القرآن: الفراء، ٢/ ٢٢٤.
(٣) في المطبوع: (فليقضوا) بالفاء، وهو تصحيف.
(٤) انظر الكتاب: ٤/ ١١٥.
(٥) انظر ديوانه: ١/ ١٩٧.
والبيت في الحجة (ع): ١/ ٤٠٨، ٢/ ٧٩، ٢٧٧، ٥/ ٢٧٠، ٣٢٩؛ والخصائص:
٢/ ٣٣٨؛ والكشف: ١/ ٢٤١؛ والموضح: ٢/ ٨٧٥؛ وإعراب الشواذ: ١/ ٤٠٢؛ وشرح المفصل: ٩/ ١٤٠؛ وشرح الشافية: ٤/ ٢١.
(٦) وبعده:
إذا أحسّ نبأة توجّسا
والبيت في وصف ثور وحشي، والتكردس: الانقباض واجتماع الشيء بعضه إلى بعض.

<<  <   >  >>