للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الاستشهاد بالقرآن الكريم، ليقوّي ما يرى، ويدعم ما يقول:

فالظن تفسيره اللغوي هو: «الشىء الذي يتراءى للقلب، فيحسب أنه هكذا والتهمة مقرونة به لا يقين هناك، فإذا غلب على القلب حسن الظنّ صار علما، وإذا لم يغلب فهي محسّة مع التهمة» ثم يستدل بالقرآن بأن الظن قد يكون علما فيقول:

«وإنما صار ها هنا الظن «علما» في هذا المكان حيث يقول:

* وظن داود أنما فتنّاه* (١) أي علم، لأن الملائكة دخلت عليه المحراب بتلك الخصومة، فضربت له المثل حيث قال الله تعالى: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ (٢) فمن ذلك المثل المضروب تراءى له سوء فعله، فصار، ما تراءى له ظنا.

ثم يقول: «وإنما صار الظنّ ظنا في مكان آخر، لأنه لم يكن مع يقين، ولا انكشف له علم ذلك عن الغطاء فلذلك قال الله تعالى:

وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣) ٣ - وإلى جانب الاستشهاد بالقرآن الكريم نجد أنه، يستشهد بالحديث الشريف وذلك عند تعرضه لكلمة «الذكر»، فمن الذكر التكبير وهو وصف الله تعالى بالكبرياء لقوله تعالى: وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٤) ومن أجل إثبات هذا المعنى، وتقريره في النفسّ يقول:

وروى عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما ألقيته في النار» (٥)


(١) ص: ٢٤.
(٢) ص: ٢٣.
(٣) الجاثية: ٣٢. وانظر تحصيل النظائر: ١٠٦، ١٠٧.
(٤) الجاثية: ٣٧.
(٥) تحصيل النظائر: ٦٧.

<<  <   >  >>