فنجا موسى من الموت، يقول السفر:"حدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه، وطلب أن يقتله، فأخذت صفّورة صوّانة، وقطعت غرلة ابنها، ومسّت رجليه، فقالت: إنك عريس دم لي، فانفكّ عنه عندما قالت: عريس دم من أجل الختان "(الخروج ٤/ ٢٤ - ٢٦)، ولم يبين السفر السبب الصريح لهذه الغضبة الإلهية المزعومة، واكتفى ببيان هذه الطريقة الغريبة في استرضاء الرب.
لكن لعلنا نكتشف السر حين ننقل للقارئ تعليق الآباء اليسوعيين على هذه القصة في حاشية نسخة الرهبانية اليسوعية، حيث يكشف لنا الآباء أن ما حصل من صفورة كان خداعاً للرب، وأنها نجحت في ذلك:"رواية غامضة بسبب اقتضابها وعدم وجود أي سياق في الكلام .. يجوز التكهن والقول بأن قلف موسى يجلب عليه غضب الله، وأن هذا الغضب سكن حين ختنت صفورة ابنها، وتظاهرت بختان موسى، فلمست عورته"، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
[يشوع بن نون عليه السلام]
وأما يشوع وصي موسى، فإن اسمه يقترن في التوراة بسلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال والرجال والحيوان، وكنموذج لهذه المجازر نحكي قصة مجزرة أريحا التي لم ينج فيها سوى راحاب الزانية ومن يلوذ بها، وأما ما عداها فقد أمر يشوع:"وصعد الشعب إلى المدينة، كل رجل مع وجهه، وأخذوا المدينة، وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف .. أحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها "(يشوع ٦/ ٢٠ - ٢٤).
ويستمر سفر يشوع في عرض سلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال الأبرياء، وكل ذلك بأمر من يشوع، وحاشاه عليه السلام " وأخذ يشوع مقيدة في ذلك اليوم وضربها بحد السيف، وحرّم ملكها هو وكل نفس بها، لم يبق شارداً. وفعل بملك مقيدة كما فعل بملك أريحا.