للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار" (يهوذا ١/ ١٤).

وهذا السفر موجود بالفعل، واقتباس يهوذا منه موجود في (أخنوخ ١/ ٩) كما نقل محررو قاموس الكتاب المقدس، لكن آباء الكنائس النصرانية اعتبروه سفراً مزيفاً غير قانوني، ولم يشفع له استشهاد يهوذا والآباء الأوائل للكنيسة به، يقول محررو قاموس الكتاب المقدس عن هذا السفر: "سفر من الأسفار غير القانونية .. والكتاب مليء بأخبار الرؤى عن المسيّا المنتظر والدينونة الأخيرة وملكوت المجد .. وقد اقتبس بعض الآباء الأوائل في العصور المسيحية الأولى بعض أقوال هذا السفر .. ولكن قادة المسيحيين فيما بعد أنكروا هذا الكتاب ورفضوه .. " (١)

[التحريف بالزيادة]

ومن التحريف الذي تعرضت له الأسفار المقدسة عند اليهود والنصارى تحريف الزيادة، وهو باب كبير يشمل تلك المواضع المشينة التي أضيفت في الأسفار، ونسبت إلى الأنبياء، وكما يشمل ما تضمنته الأسفار من معلومات تاريخية ومسميات ظهرت بعدهم، كما سبق بيانه، ومنه تلك الأخبار الملفقة والمكذوبة عن الله ورسله مما ذكرناه قبلُ.

ومن صور تحريف الزيادة ذكر كاتب سفر التكوين اسم إسحاق في سياق قصة الذبيح، بدلاً من إسماعيل، فقد أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الوحيد " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق " (التكوين ٢٢/ ٢).

وكانت التوراة قد صرحت بأن إسماعيل أكبر أبناء إبراهيم، وأنه ولد قبل إسحاق بأربع عشرة سنة "كان أبرام ابن ستٍّ وثمانين سنةً لمّا ولدت هاجر إسماعيل


(١) قاموس الكتاب المقدس، ص (٣٢).

<<  <   >  >>