يقول بولس:" كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر "(تيموثاوس (٢) ٣/ ١٦)، وهو كلام جيد ومقياس لا بأس فيه للحكم على الكتاب المقدس، إذ لا يقبل أن ينسب إلى الله كلام هذر لا نفع فيه ولا فائدة، فضلاً عن الكلام الساقط الذي يُشيع الرذيلة والانحراف السلوكي أو الإيماني.
ولنبدأ بتطبيق المقياس على نظرة التوراة إلى الله ثم إلى أنبيائه ثم إلى الأخلاق، ونرى إن كانت الأسفار صالحة للتأديب والتهذيب والتعليم.
من الطبيعي عندما نتحدث عن كتاب ينسب إلى الله عز وجل أن نجده مفعماً بالحديث عن الله وصفاته وأنبيائه ودينه وصور عبادته، وعن الجنة والنار داريْ جزائه ..
لكن التوراة هي بحق كتاب تاريخ لبني إسرائيل، ويفتقد القارئ في أسفارها الحديثَ عن الله إلا فيما يتعلق بالناحية التاريخية، فماذا تقول التوراة عن الله وأنبيائه واليوم الآخر؟