بهذه الزيادات إضفاء صفة دينية على السفر العبري الذي ليس فيه ما يشير إلى أنه نص ديني، كما صرحت المقدمة الكاثوليكية للسفر.
يقول محررو قاموس الكتاب المقدس:" لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر في العبرية وبين هذه الزيادات، بل إن هناك تناقضاً بينها، فتذكر هذه الإضافات أن ملك الفرس في ذلك الحين هو ارتزركسيس بدلاً من روكسيس، وتذكر أن هامان كان مقدونياً بدلاً من كونه فارسياً ". (١)
[سفر أيوب]
من المفترض أن يكون هذا السفر من كتابة النبي أيوب، لكن جاء في وسط السفر ما يدل على أن كاتباً آخر غير أيوب قد تدخل فيه، ففي نهاية الإصحاح ٣١ يقول:" تمت أقوال أيوب "(أيوب ٣١/ ٤٠) من غير أن ينتهي السفر حينذاك، بل استمر بعده أحد عشر إصحاحاً تحدثت عن أيوب.
وفي نهاية السفر " وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة ورأى بنيه، وبني بنيه إلى أربعة أجيال، ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام "(أيوب ٤٢/ ١٦ - ١٧)، فهل هذا أيضاً من كتابة أيوب؟
ويرى الدكتور صموئيل شولتز أن تاريخ كتابة هذا السفر مجهول، وكذلك زمن الخلفية التاريخية واسم المؤلف.
أما المقدمة الكاثوليكية للسفر فتحاول تحديد زمن التأليف، فترى أن "كاتب هذا السفر يأتي بعد إرميا، وقد استلهمه (أي من إرمياء) وبعد حزقيال، وهو سابق
(١) قاموس الكتاب المقدس، ص (٦٦)، وانظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٤٧)، التوراة عرض وتحليل، فؤاد حسين علي، ص (٥٦ - ٥٧)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، ص (١٠١).