لكن كاتب سفر الخروج يخالف كاتب سفر العدد في طعم هذا المنّ، ولعل مرد ذلك اختلاف أذواق الكتبة، يقول كاتب سفر الخروج:"هو كبزر الكزبرة أبيض، وطعمه كرقاق بعسل"(الخروج ١٦/ ٣١).
ومن القصص التي لا فائدة من ذكرها قصة أكل الطفل المسلوق الذي اتفقت أمه وجارتها على أكل ابنيهما في جوع السامرة "وكان جوع شديد في السامرة ... فقالت: إن هذه المرأة قد قالت لي: هاتي ابنك، فنأكله اليوم، ثم نأكل ابني غداً. فسلقنا ابني وأكلناه، ثم قلت لها في اليوم الآخر: هاتي ابنك، فنأكله، فخبأت ابنها"(الملوك (٢) ٦/ ٢٥ - ٢٩)، إذ ما الذي نستفيده من هذه القصة؟
وكذلك نجد مثل هذه المعاني المعيبة في أسفار الحكمة والشعر، والتي من المفترض أن نقرأ في ثناياها الحكمة، فإذا بنا نقرأ:"لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت، للولادة وقت، وللموت وقت، للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت ... للبكاء وقت، وللضحك وقت، وللنوح وقت، وللرقص وقت، لتفريق الحجارة وقت، ولجمع الحجارة وقت، للمعانقة وقت، وللانفصال عن المعانقة وقت، للتمزيق وقت، وللتخييط وقت، للسكوت وقت، وللتكلم وقت، للحب وقت، وللبغضة وقت، للحرب وقت، وللصلح وقت"(الجامعة ٣/ ١ - ٨).
[معلومات تاريخية لا قيمة لها]
ومما لا طائل منه ولا فائدة، تلك المعلومات التاريخية التي تبلغ ٩٠% من موضوعات الأسفار المقدسة، والكثير منها معلومات تافهة لا تفيد حتى من الناحية التاريخية، من ذلك ما ورد في سفر صموئيل عن الطعام الذي قدمته امرأة نابال إلى داود حتى لا يقتله وأهل بيته " فبادرت أبيجال، وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر، وخمسة خرفان مهيئة، وخمس كيلات من الفريك، ومائتي عنقود من الزبيب، ومائتي