وكذا قوله:" الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر .... "(الخروج ١١/ ٣)، فمثل هذه الشهادات لا يليق أن تصدر عنه، إنما هي من غيره.
[مسميات ظهرت بعد موسى]
وتذكر الأسفار الخمسة أسماء كثيرة لمسميات لم يعرفها بنو إسرائيل إلا بعد موسى، ولم تسم بهذه الأسماء إلا بعد قرون من وفاة موسى، فكيف ذكرتها توراة موسى إذاً؟
- ومنها " وتبعهم إلى دان "(التكوين ١٤/ ١٤) وقد سميت بهذا الاسم في عهد القضاة، أي بعد موسى بما يربو على مائة سنة، يقول سفر القضاة:" وجاؤوا إلى لايش ... ودعوا اسم المدينة دان، باسم دان أبيهم "(القضاة ١٨/ ٢٧ - ٢٩).
- ونحوه ما جاء في التكوين وفيه "لأني قد سرقت من أرض العبرانيين "(التكوين ٤٠/ ١٥)، ولم تسم فلسطين بهذا الاسم في عهد موسى، إذ لم يدخل العبرانيون إليها بعد.
- ومثله " وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى ممرا قرية أربع، التي هي حبرون "
(التكوين ٣٥/ ٢٧)، ولم تسم حبرون (الخليل) بهذا الاسم إلا في عهد يشوع، كما ورد في سفره "فباركه يشوع، وأعطى حبرون لكالب ... واسم حبرون قبلاً قرية أربع، الرجل الأعظم في العناقيين"(يشوع ١٤/ ١٣ - ١٥)، فالكاتب لسفر التكوين أدرك دخول يشوع لفلسطين، ورأى تغيير اسم المدينة من أربع إلى حبرون.
وهذا ما يقوله علماء الكتاب المقدس المتحررون من قوانين الكنيسة، وأما العلماء المحافظون فينقل لنا القس صموئيل أنهم يرون "أن الإشارات السابقة لا تزيد عن