فنحميا كان معاصراً للسبي البابلي، لكن كاتب السفر يتحدث فيه عن يشوع اللاوي الراجع في سبي بابل، فيقول:" وهؤلاء هم الكهنة واللاويون الذين صعدوا مع زربابل بن شألتيئيل ويشوع"(نحميا ١٢/ ١)، ثم يذكر أن من بين الراجعين من السبي مع زربابل يشوع اللاوي، فيقول:"واللاويون: يشوع وبنوي وقدميئيل .. "(نحميا ١٢/ ٨)، لكن كاتب سفر نحميا يحدثنا عن الجيل الخامس ليشوع اللاوي، فيقول:"يشوع ولد يوياقيم، ويوياقيم ولد ألياشيب، وألياشيب ولد يوياداع، ويوياداع ولد يوناثان، ويوناثان ولد يدوع "(نحميا ١٢/ ١٠ - ١١)، وهذا لا يمكن نسبته إلى نحميا، الذي عاد من السبي، فيما السفر يتحدث عن الجيل الخامس لأبناء العائدين من السبي.
وعليه فكاتب السفر عاش على أقل تقدير في الجيل الخامس من الرجوع البابلي. فمن هو هذا الكاتب؟
يجيب المدخل الفرنسي:" جرت العادة بأن تنسب مجموعة الأخبار وعِزرا ونحميا إلى كاتب واحد لا يعرف اسمه، يقال له: محرر الأخبار ".
ويقول القس وليم مارش:" كاتب السفر حسب تقليد اليهود هو عِزرا، وهذا قول أكثر رجال الكنيسة المسيحية أيضاً، غير أن بعض العلماء حديثاً يقولون: إن كاتباً اسمه مجهول كتب سفر عزرا وكتب أيضاً سفر نحميا". (١)
[سفر إستير]
وفي هذا السفر يتصور الخيالُ اليهودي ملكةَ فارس يهودية وذات نفوذ تستخدمه
(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٣٦)، مقدمة المناظرة الحديثة، أحمد ديدات، ص (٨٨)، التوراة عرض وتحليل، فؤاد حسين، ص (٥٢ - ٥٥)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، ص (٩٦ - ١٠٠).