ولكن يشوع في سفره ينسب إلى موسى أنه قسم أرض بني عمون، يقول:" وأعطى موسى لسبط جاد بني جاد حسب عشائرهم، فكان تخمهم بعزير، وكل مدن جلعاد، ونصف أرض بني عمون إلى عير، وعير التي هي أمام ربّة ... هذا نصيب بني جاد "(يشوع ١٣/ ٢٤ - ٢٨)، فقد زعم سفر يشوع أن الله أعطى موسى نصف أرض بني عمون، وهو مخالف لما أمر الله به موسى.
فلو كانت هذه الأسفار توراة موسى لما نسب يشوع إلى موسى هذه المخالفة الصريحة لأمر الله بتقسيم أرض عمون.
[أحداث ذكرتها التوراة، وقد حصلت بعد وفاة موسى]
كما أن التوراة ذكرت أحداثاً حصلت بعد وفاة موسى في سيناء، مما دل على أنها كتبت بعده، ومنها:
- تقول التوراة:" وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة، حتى جاؤوا إلى أرض عامرة، أكلوا المن حتى جاءوا إلى أرض كنعان "(خروج ١٦/ ٣٥)، فكاتب السفر أدرك انقطاع المنّ عن بني إسرائيل، وعرف أن مدة أكلهم للمنّ كانت أربعين سنة.
وهو أمر لم يدركه موسى عليه السلام، فقد انقطع المنّ زمن يشوع وبعد وفاة موسى بزمن ليس بقليل، ففي سفر يشوع " فحل بنو إسرائيل في الجلجال .. في عربات أريحا، وأكلوا من غلة الأرض .. وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض "(يشوع ٥/ ١٠ - ١٢). فكيف يتحدث موسى عن أمر حدث بعد وفاته، وذلك حين دخلوا الأرض المقدسة مع النبي يشوع، ومن المهم التنبيه إلى أن الخبر عن الماضي، وليس إخباراً بالغيب والمستقبل، لذا لا يمكننا أن نعتبره نبوءة من موسى عليه السلام.
- ثم إن سفر العدد يصف المنّ لقارئيه، فمن المؤكد أنه يحدثهم عما لم يروه، ومن