للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الأب لوفيفر: إن سفر القضاة أعيدت كتابته وعدلت مرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية، وإن أحداثه التاريخية تعوزها الدقة. (١)

ولم يخبرنا لوفيفر إن كان يعتقد بعصمة وإلهامية كل أولئك المجهولين الذين أسهموا في كتابة السفر وتنقيحه، وإذا لم يكن كذلك فكيف أضحت زياداتهم وتعديلاتهم جزءاً من وحي الله؟

[سفر راعوث]

وهذا السفر يحكي قصة راعوث المؤابية التي تزوجت إسرائيلياً، ثم مات عنها زوجها ثم تزوجها بوعز فولدت له عوبيد جد داود، ولا يعرف بالتحديد من هو مؤلف هذه القصة.

لذلك يقول القس وليم مارش عن كاتب هذا السفر: " مجهول "، ويضيف جورج بوست: "لا يمكن الجزم بزمان هذه القصة، ولا بمعرفة مؤلفها .. نسب بعضهم كتابتها إلى صموئيل، وآخرون إلى حزقيا وآخرون إلى عِزرا ... "، وتقول مقدمة السفر عن الكاتب: " ليس معروفاً بالتحديد ".

وفي مقدمة السفر في التفسير التطبيقي"الكاتب: غير معروف، ويعتقد البعض أنه صموئيل، وإن كان السفر في طياته ما يدل على أنه كتب بهد وفاته". (٢)

وأما مقدمة السفر في التوراة الكاثوليكية فترى أن كاتبه المجهول قد عاش في زمن متأخر "اللغة ذاتها في النص العبري تشير إلى حداثة عهده الذي يعود إلى ما بعد السبي البابلي". (٣)

وأما القس منيس عبد النور فلا يرى أي حرج في نسبة هذا السفر المجهول المؤلف إلى الله، لأن "تحديد اسم كاتب السفر ليس مسألة جوهرية في تقرير قانونية السفر، ولا في أنه وحي الله". (٤)


(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٣٤)، التوراة عرض وتحليل، فؤاد حسين، ص (٣٤ - ٣٥).
(٢) التفسير التطبيقي، نخبة من العلماء اللاهوتيين، ص (٥٣٨).
(٣) انظر: اليهودية والمسيحية، محمد ضياء الرحمن الأعظمي، ص (١١٠)، هل الكتاب المقدس كلام الله؟، أحمد ديدات، ص (٨٠، ١٢٦)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، ص (٩٩).
(٤) شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، ص (١٤١).

<<  <   >  >>